الوصف
«تعالج هذه الرواية، من خلال سيرة حياة الطفل الفَيلي «بَندر»، فصلاً مثيراً وحافلاً بالأحداث من تاريخ العراق الحديث، هو الفصل الذي يبدأ من سنة 1988 التي يمكن اعتبارها ذروة المظلومية الكردية في العصر الحديث؛ حيث مجزرة «حلبجة» الشهيرة التي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزَّل، وينتهي سنة 2003 مع دخول قوات التحالف الدولي إلى بغداد، وإسقاط نظام صدام حسين.
وما بين التاريخين سالت أنهارٌ من الدماء والدموع والعرق، بسبب جبروت الدولة البوليسية وهوان المجتمع وضعفه، حتى ليمكن القول إنّ عراقيّاً واحداً، خارج دائرة النظام، لم يسلم حينها من العسف والجور بشكلٍ أو بآخر، استوى في ذلك السنيّ والشيعيّ، العربيّ والكرديّ، المسيحيّ والصابئيّ والإيزيديّ…
إنّ اختيار شخصية كُردية وشيعية، في الوقت نفسه، بطلاً للرواية لا ينمُّ فقط عن بُعد نظرٍ روائي، يمهِّد لتقديم بطل مفارق لنمطية الانقسامات الحادَّة السائدة في المجتمع العراقي، ولكن كذلك عن بعد نظرٍ إنساني ووطني -إن صحَّ التعبير- فالمظلومية التي تعرَّضت لها هاتان الطائفتان بالذات، في عهد حكم حزب «البعث»، أكبر من أن يمرَّ بها المرء مروراً عابراً أو يختزلها مؤرّخٌ في بضع صفحات. ولكن لا شك أنّ فنَّ الرواية -بوصفه تاريخ العامة في مواجهة تاريخ الملوك- قادرٌ على تحقيق هذه المعادلة الصعبة والإحاطة بأكبر قدرٍ ممكن ليس من الحقيقة الغائبة فحسب، ولكن كذلك تلك المغيَّبة داخل النفوس والضمائر، من باب أن الرواية مخوَّلة أن تنوس بحرية بين قطبي ثنائية الصدق والكذب، وتشتغل ضمن فضاءات واسعة تتيح لها بناء صرحٍ من الخيال على لبنة من الواقع، بشرطٍ لا يمكن معه رؤية تلك اللبنة بشكلٍ حقيقي وواضح إلا بعد الدخول إلى ذلك الصرح، وفحص تفاصيله والتجوّل داخل أجنحته.»
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.