الوصف
ينظرُ الكاتب إلى التاريخ بوصفه تأرجحًا بين ثنائية الطاعة-المعصية بدءًا من الخطيئة الأولى لآدم وحواء، التي جُبِل منها الموتُ، والتي ساقت معها كل ما يندرج تحت مُسمّى «الشر»، في صيرورةٍ تاريخيةٍ لتعاظم الشرور مع اتساع العائلة البشرية، وتزاوج العنف والسلطة، رابطاً بذلك بين مثالية العالَم والنأي عن الخطيئة، بين الهلاك والإصرار على المعصية، في مفاضلةٍ أبديّة بين الركون إلى الذات البشرية والانغماس في أتون رغباتها من جهة، وبين الخضوع للذات الإلهية والتنعّم بهباتها من جهة أخرى.
كما يحاول الكاتب تسليط الضوء على بعض الأحداث التاريخية للكُرد والفُرس، والولوج في كنهِها من بوابة النصوص الدينية اليهودية والمسيحية الأولى، ويقدِّم شروحات مبسّطة عن هذا التاريخ العتيق.
لذلك، وإن كان الكاتب ينظر إلى هذا الموضوع التاريخي اللاهوتي من خلال مسلَّمات دينية لا تخضع لأصول البحث العلمي ولا تستخدم أدوات الدراسة التاريخية واللغوية، فإن تناوله للموضوع في حدِّ ذاته يُعدُّ بدايةً لفتح أبواب مهملة وموصدة لإطلاق دراسات علمية وموضوعية عن ديانة الكرد والفرس وعقائدهم القديمة وتقديمها لقارئ العربية بعيداً عن تناول التاريخ الديني للآخرين من بوابة التكفير والطعن بالإيمان.