الوصف
تعتمد الدرّاجة الكردية بشكل واسع على خبراتي في التدريس في كردستان العراق في عام 2010 م. وقد بدأت كمذكّرات تصف أحداثًا حقيقية ولكنها تدور في مدرسة خيالية، ثم سرعان ما أخذت الشخصيات حياة خاصة بها، ومع ذلك، فإنّها تتحوّل وتطالب بتغييرات في الحبكة والسرد والظروف، لذلك يجب اعتبار الكتاب برمّته رواية.
كانت السنوات القليلة التي سبقت عام 2010 م وبعده بمثابة حقبة ذهبية في إقليم كردستان العراق، جلبت الطفرة في إنتاج النفط وارتفاع أسعاره ثروات سريعة، وأدّت إلى تطور سريع، نشأ مطار جديد، ومراكز تجارية راقية، وفنادق دولية، وضواحي ذات بوابات على الطراز الغربي، وحتّى حديقة عامة في غضون ستة أشهر فقط، أصبحت أحياء بأكملها غير معروفة.
ثم وقعت كارثتان، إحداهما كانت صعود داعش مع استيلائها على أراضٍ في أنحاء عدة من سوريا والعراق، وتهديدها للسيادة الكردية، وهو وضع مؤلم لم يتم حلّه، والثاني هو انخفاض أسعار النفط، مما ترك المنطقة في خطر مالي، توقّفت الحكومة عن دفع الرواتب والمعاشات، وقد أدّى ذلك إلى تعرّض كرد العراق الأكثر ضعفًا، أي الأرامل والأيتام، لخطر هائل.
وفي خطوة أكثر إيجابية حظرت الحكومة الكردية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) في عام 2011 م، وقامت بحملات دعائية للتوعية بمخاطره، وفي السنوات الأربع الأولى من الحملة، ورد أن هذه الممارسة انخفضت من خمسة وتسعين بالمئة من النساء في العديد من المناطق (بما في ذلك القرية الموصوفة في الرواية) إلى حوالي ستين بالمئة.