الوصف
مع أنّ علماء الأنثروبولوجيا مثلًا قد خصّوا الرجال بدرجة عالية من السموّ الاجتماعي في ثقافات الصيد المتقدّمة وهو سموّ ربما لم تتمتّع به في فرق البحث عن المؤن لدى أسلافهم، فإنّ مقارنة الصيد بالبستنة التي كانت عملًا نسائيًا أساسًا ربما تمّ تداركه رغم الخلل القديم الموجود بين الجنسين، فالصياد “العدواني” الذكر، وجامعة الطعام “السلبية” الأنثى، هي الصور المتطرّفة التي التقطها أنثروبولوجيون ذكور في العصور الماضية لرعاياهم الأصليين “المتوحّشين”، لكن من المؤكد أن التوتّر والتقلّب في القيم البعيدة تمامًا عن العلاقات الاجتماعية، كانت تجيشُ وتغلي داخل جماعات الصيد وجمع الغذاء البدائية.
إنّ إنكار وجود توترات كامنة بين الصياد الذكر الذي كان عليه أن يقتل من أجل الغذاء ويشنّ الحرب لاحقًا على رفاقه البشر، وجامعات الطعام الإناث اللواتي كنّ يبحثن عن الغذاء ثم بدأن بزراعته لاحقًا، من شأنه أن يصعّب كثيرًا تفسير سبب ظهور النظام الأبوي ونظرته العدوانية القاسية أساسًا.