الوصف
تقدِّم «آخر رمّانات العالم» في سردٍ فنّيّ رفيع المستوى حكاية أبٍ يفتّش عن ثلاثة أبناء مفقودين، يحملون الاسم نفسه، تائهين في عوالم مختلفة، ولكلٍّ منهم حكايةٌ مختلفةٌ تصلح أن تكون روايةً بحدّ ذاتها، ويشكّل تتابع الأحداث ونموّ الشخصيات مقطعاً عرضيّاً في بنية المجتمع الكُردستاني.
إنّها رواية الثورات والسجون والپێشمرگە ومشوّهي الحروب ومتسلّقي الثورات والباعة الجوّالين وباعة الشرف، حكاية قصص حبٍّ ضائعٍ وعشّاق رومانسيين بقلوب زجاجيّة وحوريّات بحر من لحمٍ ودم…
عشرات الشخصيات التي لا تشبه واحدة منها الأخرى، تتحرّك في أماكن وأزمنةٍ مختلفة، ولكن ضمن فضاءٍ عام ومشترك واحد، عشرات الحوادث الكبيرة والصغيرة التي تنهل من تاريخ قريب ومعاصر على شكل خيوط متشابكة ضمن نسيجٍ ضامّ متماسك بين يدي حائكٍ بارع.
بكلمة واحدة، «آخر رمّانات العالم» تأسيسٌ لأدب الواقعيّة السحريّة في الأدب الكُردي، والعمل النموذجيّ الذي يمكن للقارئ العربي أن يتعرَّف من خلاله على تفاصيل لا يعرفها عن شعب يعرفه أو يسمع به.
وصفَ الناقد الألماني الشهير شتيفان فايدنر هذه الرواية بأنّها «قنبلةٌ بكل معنى الكلمة» مبدياً دهشته من تأخّر تعرّف العالم على رواية شرقيّة متميّزة كهذه، تقدّم نفسها «بشكلٍ مغايرٍ لما عليه الحال في آداب الشرق الأوسط التي تمجّد العنف وتحتفي به» مضيفاً أنَّ بَختيار علي «لا ينحو هذا المنحى ولا يجعل العنف والمعاناة غايتين أدبيّتين بحدّ ذاتهما، ولا يوظّفهما في سبيل تحقيق تشويقٍ سريعٍ أو فتح المجال لهما ليكونا مادة للتلصّص».